العناية بطفل حديث الولادة تعد من أهم وأعقد التجارب التي تمر بها الأم، حيث يحتاج الطفل إلى رعاية واهتمام مستمرين، ما يفرض على الأم الاستعداد لمواجهة تحديات جديدة، منها تهدئة الطفل عند البكاء أو القلق. يعد بكاء الطفل حديث الولادة وسيلة للتعبير عن احتياجاته، سواء كان ذلك بسبب الجوع، أو الألم، أو الرغبة في النوم. فيما يلي نقدم بعض النصائح المجربة والمبنية على أبحاث في كيفية تهدئة الطفل حديث الولادة ومساعدته على الشعور بالراحة والاسترخاء.
1. التأكد من تلبية الاحتياجات الأساسية للطفل
البكاء هو وسيلة الطفل الوحيدة للتواصل مع من حوله. لذلك، عندما يبكي الطفل حديث الولادة، فإن أول خطوة يجب اتخاذها هي التأكد من تلبية احتياجاته الأساسية. من أبرز هذه الاحتياجات:
- الجوع: في معظم الأحيان، يبكي الطفل لأنه يشعر بالجوع. يمكن للأم محاولة إطعامه إما من خلال الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، وتوفير التغذية التي يحتاجها.
- الحفاضات النظيفة: الحفاضات المتسخة يمكن أن تسبب انزعاجًا للطفل. يجب التأكد من تغيير الحفاضات بانتظام لتجنب تهيج جلد الطفل.
- النوم: قد يكون البكاء علامة على أن الطفل يشعر بالتعب ويحتاج إلى الراحة. يجب توفير بيئة هادئة تساعده على النوم.
2. تقنية التلامس الجسدي (Skin-to-Skin Contact)
اللمس الجسدي المباشر بين الأم وطفلها حديث الولادة يساهم بشكل كبير في تهدئة الطفل. يحمل الطفل بين يديك بطريقة تجعله يلامس بشرتك مباشرة. حيث تشير الأبحاث إلى أن هذا التلامس يساعد في تنظيم نبضات القلب لدى الطفل ويعزز من شعوره بالأمان والاسترخاء، ويعتبر أحد أساليب التهدئة الفعالة التي ينصح بها الخبراء.
3. التقميط الصحيح
التقميط أو لف الطفل ببطانية خفيفة هو من الوسائل القديمة والمجربة في تهدئة الأطفال حديثي الولادة. يساعد التقميط على خلق إحساس بالأمان يشبه الرحم، مما يساعد الطفل على الاسترخاء. يجب الانتباه إلى عدم إحكام التقميط بشدة حتى يستطيع الطفل الحركة بشكل مريح، وتجنب تغطية رأسه للحفاظ على تهويته.
4. الاستعانة بالأصوات الهادئة (White Noise)
يعد استخدام الأصوات الهادئة والمستمرة وسيلة فعالة لتهدئة الأطفال حديثي الولادة، حيث إن هذه الأصوات تحاكي الأصوات التي كان يسمعها الطفل داخل رحم الأم. يمكن استخدام تطبيقات أو أجهزة تبث أصواتًا مثل صوت المروحة، أو أمواج البحر، أو هطول المطر. تعمل هذه الأصوات على تهدئة الطفل وتخفيف شعوره بالقلق.
5. التدليك (Baby Massage)
التدليك بلطف يمكن أن يكون له تأثير مهدئ على الطفل. يساعد التدليك في تهدئة العضلات وتحفيز الدورة الدموية، ويعزز الترابط بين الأم وطفلها. يمكن استخدام زيت الأطفال وتدليك الذراعين، والساقين، والبطن بحركات دائرية لطيفة. يوصى بأن يكون التدليك في مكان دافئ وبطريقة لطيفة تتماشى مع استجابة الطفل.
6. التأرجح بلطف
يعتبر التأرجح بلطف من الطرق التي تساعد على تهدئة الطفل بسرعة. يحمل الطفل ويهدهد ببطء، سواء على الذراعين أو باستخدام الكرسي الهزاز. يشبه التأرجح حركة الجنين في الرحم، مما يجعله يشعر بالأمان والراحة. يمكن للأم أيضًا أن تضع الطفل في كرسي هزاز مخصص للأطفال الرضع للحصول على تأثير مماثل.
7. الاستعانة بالحلمة الصناعية أو الرضاعة لتهدئة الطفل
تُعد الرضاعة أو استخدام الحلمة الصناعية وسيلة فعالة لتهدئة الطفل، حيث إن عملية المص تهدئ الأعصاب وتقلل من التوتر. ومع ذلك، ينبغي الحذر من إعطاء الحلمة الصناعية لفترات طويلة أو استخدامها كحل دائم للبكاء، حتى لا تؤثر على تغذية الطفل الأساسية أو على الرضاعة الطبيعية.
8. الخروج في نزهة قصيرة
تغيير البيئة والخروج في نزهة قصيرة قد يكون له تأثير إيجابي على الطفل. يمكن وضع الطفل في عربة الأطفال والخروج معه في الهواء الطلق، حيث يساعد الهواء النقي وحركة العربة على تهدئة الطفل. كما أن الأصوات الطبيعية قد تكون مريحة للطفل، مما يجعله يسترخي ويشعر بالراحة.
9. توفير إضاءة وبيئة مريحة للنوم
الإضاءة الهادئة والبيئة المريحة تلعب دورًا كبيرًا في تهدئة الطفل. تأكد من أن غرفة النوم هادئة، مع إضاءة خافتة ودافئة. أيضًا، يجب ضبط درجة حرارة الغرفة لتكون مناسبة بحيث لا يشعر الطفل بالحرارة أو البرودة الشديدة، الأمر الذي يضمن له نومًا هادئًا ومستقرًا.
10. الصبر والهدوء أثناء التعامل مع الطفل
من المهم للأم أن تتحلى بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع طفلها حديث الولادة. قد يشعر الطفل بانزعاج إذا كانت الأم تشعر بالتوتر أو القلق. عندما تبقى الأم هادئة، فإن ذلك يساعد الطفل على الاسترخاء بشكل أسرع. تذكري أن التعامل مع الأطفال حديثي الولادة يتطلب وقتًا وتعلمًا تدريجيًا، ومع الوقت ستتمكنين من فهم احتياجاته بشكل أفضل.
الختام
بكاء الطفل حديث الولادة قد يبدو مرهقًا للأم، ولكن من خلال التجربة وتطبيق بعض النصائح المذكورة أعلاه، يمكن للأم أن تجد طرقًا فعالة تساعد في تهدئة طفلها وخلق بيئة مريحة وآمنة. تذكري أن الطفل بحاجة إلى الشعور بالأمان، وباتباع خطوات بسيطة، يمكن للأم تحقيق هذا الشعور لطفلها، مما يسهم في تعزيز الترابط العاطفي بينهما، ويساعد الطفل على النمو بطريقة صحية ومريحة.